(اِلَى الرِّضا) أي : صار ووقع ذلك منكم بحيث رضي الله عنكم ، أو كنتم راضين عن الله تعالى ، وإن لم يكن إظهارها كما تحبّون.
ويؤيّده قوله :
(وَسَلَّمْتُمْ لَهُ الْقَضاءَ) : في منعكم [١] الطواغيت من إظهار شعائر الله كما ينبغي ، أو في جميع الأمور ، والرضا متعلّق بالمظلومية لا بالظلم ، أو بما قدّره الله تعالى من أن يكون التكليف بالالجاء ، بل يكون بالاختيار (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى)[٢].
(وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضى) أي : من مضى من رسله ، أي : جميعهم مفصلاً بإخبار الله تعالى إياكم ، أعدادهم وأحوالهم بالتصديق الصوري أو المعنوي ؛ لأنّكم مؤيّدون بالمعجزات الباهرة ، فلو لم يكن تصديقكم إياهم لما نعلم رسالتهم ، وإن وجب علينا التصديق مجملاً.