responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي    جلد : 1  صفحه : 230

يمكِّن حبّ الله من نفسه أكثر من أي شيء آخر ، مهما كان ذلك الشيء ، وما لم يكن لحبّ الله علىٰ قلب المؤمن مثل هذه الهيمنة القوية والفاعلة لا يكون الانسان كامل الايمان.

فإن الله تعالىٰ يقول : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ) [١].

وليس علىٰ المؤمن بأس أن يحبّ كل ذلك ما لم يحرّمه الله ... إذا كان حبّه لله أشد وأقوىٰ حتىٰ من حبّه لنفسه. فيكون الحبّ الإلهي أقوىٰ وأنفذ في نفس المؤمن من أي حبّ آخر وعلاقة اُخرىٰ. وقد روي عن الصادق 7 : « لا يمحض رجلٌ الايمانَ باللهِ حتىٰ يكونَ اللهُ أحبَّ إليهِ من نفسِهِ وأبيهِ واُمِّهِ وولدِهِ وأهلِهِ ومالِهِ ومِن الناسِ كلِّهم » [٢].

وليست هيمنة الحبّ الإلهي علىٰ قلب المؤمن مسألة نظرية معزولة عن حياته وحبّه وعلاقاته ، وتحرّكه.

فللحبّ متطلّبات ومستلزمات وتبعات ، وما لم يقترن الحبّ بها لن يكون من الحبّ الصادق ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي ) [٣].

وعندما يتعارض حبّ وحبّ آخر في قلب المؤمن ، وتتعارض أحكام ومتطلبات كل واحد منها ، يكون حبّ الله أقوىٰ في نفسه ، وأكثر نفوذاً وفاعلية ، ويكون استجابته لحبّ الله دون غيره ، هو علامة صدقه في الحبّ.

وقد ورد هذا المعنىٰ في الكثير من النصوص الاسلامية في الادعية ، عن رسول الله 6‌ فيما روي عنه من الدعاء : « اللّهم إني أسألك حبَّك وحبَّ من


[١] آل عمران : ١٤.

[٢] بحار الأنوار ٧٠ : ٥.

[٣] آل عمران : ٣١.

نام کتاب : الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست