responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي    جلد : 1  صفحه : 171

لذّة الحبّ :

والعبادة إن كانت عن حبّ وشوق ولهفةٍ فلا تفوقها لذة وحلاوة.

يقول الإمام زين العابدين 7 وهو ممّن ذاق حلاوة حبّ الله وذكره : « إلهي ما أطيب طعم حبّك وما أعذب شربَ قُربك » [١].

وهي حلاوة ولذة مستقرّةٌ في قلوب أولياء الله ، وليست لذّة عارضةً تعرض حيناً ، وترتفع حيناً. وإذا استقرّت لذة حب الله في قلب العبد فذلك قلب عامر بحب الله ، ولن يعذّب الله قلب عبد عَمَرَ بحبّه ، واستقرّت فيه لذّة حبه.

يقول أمير المؤمنين 7 : « إلهي وعزَّتِكَ وجلالِكَ لقد أحببتُكَ محبةً استقرَّتْ حلاوتُها في قلبي ، وما تنعقدُ ضمائُر موحِّديكَ علىٰ أنّكَ تبغضُ مُحبّيكَ » [٢].

وعن هذه الحالة المستقرّة والثابتة من الحبّ الإلهي يقول الإمام علي بن الحسين 7 : « فوعزّتك يا سيدي لو انتهرتني ما برحت من بابك ، ولا كففت عن تملّقك ، لما انتهىٰ إليّ من المعرفة بجودك وكرمك » [٣].

وهو من أبلغ التعبير في عمق الحب واستقراره في القلب ، فلا يزول ولا يتغيّر في قلب العبد حتىٰ لو نهره مولاه ، وأبعده من جنابه ، وحاشاه أن يفعل ذلك بعبدٍ استقرّ حبه في قلبه.

وإذا عرف الإنسان طعم حبّ الله ولذّة الاُنس به فلا يؤْثر عليه شيئاً. يقول زين العابدين وإمام المحبّين : « من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام عنك بدلاً ، ومن ذا الذي أنِسَ بقربك فابتغىٰ عنك حِوَلاً » [٤].

وإنّما يتوزّع الناس علىٰ المسالك والمذاهب لأنّهم حُرِموا لذّة حب الله. وأمّا


[١] بحار الأنوار ٩٨ : ٢٦.

[٢] مناجاة أهل البيت : ٩٦ ـ ٩٧.

[٣] بحار الأنوار ٩٨ : ٨٥.

[٤] بحار الأنوار ٩٤ : ١٤٨.

نام کتاب : الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست