واستمر إلى سنة مائة وخمس وأربعين [٢]. وفيها ظهر بالمدينة محمد ابن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن [٣] السبط بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهم ، فبايعه الأئمة من أهل عصره ، كمالك وأبي حنيفة رحمهماالله ومن في طبقتهما.
وسبب قيامه : أنه ورد مع المنصور أبي جعفر لما حج سنة أربعين ، وتخلف عنه هو وأخوه إبراهيم بالمدينة ، فأهمه شأنهما ، فقبض على أبيهما عبد الله المحض بن الحسن المثنى في بضع عشر من أهل البيت رضياللهعنهم ، وسجنهم [في بيت][٤] وطينه عليهم حتى ماتوا جميعا.
فلما بلغ محمد بن عبد الله ، ثار بالمدينة ، وخطب الناس وبايعوه.
فوجه إلى مكة من قبله محمد بن الحسن بن معاوية بن عبد الله ابن جعفر[٥] بن أبي طالب ، ومعه القاسم بن اسحاق واليا على اليمن ـ يعني ابن اسحاق ـ [٦]. فخرج إليهم [٧] السري بن عبد الله بن الحارث