فلما حج معاوية رضياللهعنه سنة خمسين [١] بعث إلى شيبة بن عثمان ليفتح له الكعبة ، فأرسل شيبة حفيده شيبة بن جبير بن شيبة بن عثمان ، ولم يحضر هو. ـ ذكر ذلك العتبي [٢] ـ.
قلت [٣] : ودار الندوة تقدم الكلام عليها [٤] ، وأنها كانت بعد قصي لابنه عبد الدار ، وصارت بعده لابنه عبد مناف ، ثم صارت لعبد العزى بن عثمان بن عبد الدار ، ثم صارت لعكرمة بن عامر بن هاشم ابن عبد مناف بن عبد الدار ، ثم صارت لحكيم بن حزام بن خويلد بن أسد. فجاء الإسلام وهي بيده ، فابتاعها منه معاوية رضياللهعنه بمائة ألف درهم. فقال له عبد الله بن الزبير : «بعت مكرمة قريش؟!». فقال حكيم : «ذهبت المكارم إلا التقوى [٥] ، يا ابن أخي ، لقد اشتريتها في الجاهلية بزق خمر وسأشتري بثمنها دارا في الجنة ، أشهدكم أنّي قد (جعلتها وثمنها) [٦] في سبيل الله».
[٢] ذكر ابن سعد وابن خياط أن حجة معاوية الثانية سنة ٥١ ه. تاريخ خليفة ص ٢١٨ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٢ / ٥٠. والقضاعي ـ تاريخ ٣٢٦. في حين ذكر الطبري : «اختلف فيمن حج بالناس سنة ٥٠ ه ـ فقال بعضهم : حج بهم معاوية ، وقال بعضهم بل حج بهم ابنه يزيد» ـ تاريخ ٦ / ١٥٧. كما حج يزيد بن معاوية بالناس سنة ٥١ ه. تاريخ ٦ / ٢٠٣.
[٣] محمد بن عبد الجبار. توفي سنة ٤٢٧ ه. في تاريخه / العتبي.