رجع [١] : وذكر بعضهم : أن زياد بن أبيه [٢] ، وقيل ابن عبيد ، وقيل ابن سمية ، وقيل ابن أبي سفيان ، كتب إلى معاوية رضياللهعنه من العراق : «إني قد ضبطت العراقين [٣] بيميني ، وبقيت شمالي فارغة».
فجمع له معاوية رضياللهعنه الحجاز. واتصلت ولايته إلى المدينة ، فاجتمع أهل المدينة إلى مسجد رسول الله 6 ، فرفع عبد الله بن عمر رضياللهعنه يده فقال : «اللهم اكفنا شمال زياد ، كما كفيتنا يمينه». فطعن في شماله ، فمرض ومات بتلك الطعنة [٤] سنة ثلاث وخمسين.
ومقتضى هذا أنه ولي مكة لمعاوية رضياللهعنه ، ولم يباشر ، ولم يذكر هذا أحد من مؤرخي مكة. ـ والله أعلم.
[وفاة معاوية رضياللهعنه]
واستمر معاوية رضياللهعنه إلى أن توفي في شهر رجب سنة ستين. وكانت خلافته تسع عشرة سنة ونصف ـ كذا قال الوليد بن مسلم [٥].
[١] أي إلى ذكر ولاة مكة في عهد معاوية رضياللهعنه.
[٢] في النسخ الأربع أمية ، والتصويب تاريخ ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٦ / ٢٠٦.
[٣] في (ج) «العراق». والعراقان ـ البصرة والكوفة. وما يتبعهما من المشرق الإسلامي آنذاك.
[٥] الوليد بن مسلم الأموي بالولاء. أبو العباس الحافظ الدمشقي ، عالم الشام في عصره. صنف في التاريخ والحديث. ومن تصانيفه : «السنن» ، و «المغازي». توفي بذي المروة قافلا من الحج سنة ١٩٥ ه. انظر : الذهبي ـ ميزان الاعتدال ٣ / ٢٧٥ ، الزركلي ـ الاعلام ٨ / ١٢٢.