واستمر عمر بن عبد العزيز إلى أن توفي بدير سمعان [١] ـ بكسر السين ـ من أعمال حمص [٢] ، لعشر بقين من رجب سنة إحدى ومائة [٣] مسموما من بني أمية.
وكانت خلافته سنتان وستة أشهر وأيام. وله من العمر تسع وثلاثون سنة.
ومحاسنه كثيرة ، ومنها :
ـ أنه ترك لعن علي بن أبي طالب رضياللهعنه ، وكانت / بنو أمية تفعله قبله ، وجعل عوض ذلك قراءة الآية : (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ)[٤] ـ الآية.
ـ وقيل : قوله جل ذكره : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ)[٥] ـ الآية. وقيل : بل جعلهما جميعا ، بدلا مما كانت تفعله بنو أمية. واستمر ذلك في الخطباء إلى عصرنا هذا. ـ ذكره المسعودي في مروج الذهب [٦].
[١] دير سمعان : دير بنواحي دمشق فيه قبر عمر بن عبد العزيز. ياقوت ـ معجم البلدان ٢ / ٥١٧ ، ٣ / ٢٥٠.
[٢] حمص : مدينة مشهورة بين دمشق وحلب. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٢ / ٣٠٢ ـ ٣٠٥.
[٣] انظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٧ / ٤٦٩ ـ ٤٧٠ ، القضاعي ـ تاريخ ٣٦١ ـ ٣٦٢ ، الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ٥ / ١٢٠ ، ١٣٩.
[٦] مروج الذهب ٣ / ١٩٣ ـ ١٩٤ وهذا الخبر أكثر فيه المؤرخون ، وهو من الأكاذيب على بني أمية. لم يذكره ابن جرير الطبري ولا القضاعي. وذكره الذهبي عن لوط بن يحيى وهو من غلاة الشيعة. سير أعلام النبلاء ٥ / ١٤٧.