ثم ان حميضة قدم نحو مكة ، ومعه الدلقندي بنحو ثلاثة وعشرين راحلة ، وكتب إلى أخيه [رميثة][١] يستأذنه في دخول مكة ، فامتنع أن يدخله إلا بإذن السلطان. فكتب إلى السلطان [٢] / يعرّفه بذلك ، وأنه ليس مع أخيه إلا فرس واحدة. فكتب إليه : «إن وافق أن يأتي إلى أبوابنا ، ويقيم عندنا ، فأمّنه وسامحه بذنوبه السابقة ، وأما الحجاز فلا يقيم به».
وكتب السلطان إلى حميضة والدلقندي بالأمان ، وأن يحضرا إلى أبوابه.
وأرسل إلى مكة الأميرين : سيف الدين أيتمش المحمدي ، وسيف الدين بهادر السعدي [٣] أمير علم [٤]. وأرسل معهما عدة من الأتراك لإحضار حميضة ، ومن معه من التتار.
فتوجه يوم السبت سادس عشر ربيع الأول بمن معهما ، فوصلا مكة ، وأرسلا إلى حميضة ومن معه يأمرانهم بالطاعة ، والسير إلى الأبواب.
فاعتذر حميضة بعدم القدرة على السفر [٥]. فبعثا إليه بمال ، فلما
[٣] في الفاسي ـ العقد الثمين «السعيدي». ٤ / ٢٤٠. وانظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٥٧ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٦٣.
[٤] أمير علم : من وظائف الدولة المملوكية العسكرية يتولى شئون أعلام السلطان من رايات وسناجق وعصابات وغيرها. القلقشندي ـ صبح الأعشى ٥ / ٤٥٦ ، ٤٥٨. وانظر هامش رقم (١) من ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٥٧.
[٥] احتج بقلة المال. ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٦٤ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٥٧.