قال صاحب العمدة [١] : «إن حميضة المذكور قتل أبا الغيث المذكور على فراشه ، وحمله إلى داره ، ثم استدعى إخوانه للضيافة ، فأتوه ، فقدم لهم أخاه أبا الغيث مصلوقا في جفنة [٢]. وكان قد أوقف على رأس كل واحد منهم عبدين أسودين ، في يد كل منهما سيف. فأذعنوا له وصبروا».
فاستمر حميضة مستقلا / بإمرة مكة [٣] ، فانتزعها منه [٤] أخوه رميثة في شعبان سنة سبعمائة وخمسة عشر ، بولاية من الناصر [٥] أيضا. وجيش معه جيشا أكثر من الأول.
فهرب حميضة إلى الخلف والخليف [٦] ، بعد [أن][٧] أخذ ما جمعه من النقد والبر [٨] نحوا من مائة جمل ، وأحرق الباقي
الثمين ٤ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٥٣.
[١] أي عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب. وانظر : ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ١١٢ ـ ١١٣.
[٢] أية جاهلية هذه؟!. كيف يقوم بهذا الفعل بأخيه؟!. إن صح ذلك فهو مأساة!. ذكرت المصادر : «وقعت حرب بين حميضة وأبي الغيث بالقرب من مكة ، وجرح أبو الغيث ، ثم ذبح بخيف بني شديد بأمر أخيه حميضة». انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ٢٣٧ ، ٢٣٨ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٢٩٤ ، ٢٩٥ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٥٣.