لما رأى ما فعل ابن أخيه ، إلى الواديين [١] ، وأقام ثمة.
وأبو سعد هذا هو والد [٢] عبد الكريم جد الأشراف ذوي عبد الكريم.
وكانت أمه حبشية. حكي أنه في وقائعه ومحارباته مع بعض العرب لحقته في هودج فدعته إليها [٣] ، فلما جاءها قالت له : «اعلم يا بني ، أنك تقف اليوم موقفا ، إن ظفرت فيه بعدوك ، قال الناس : ظفر ابن رسول الله 6. وان هربت ، قال الناس : هرب ابن الأمة السوداء. فانظر لنفسك ، فإنه لا موت قبل فراغ العمر».
فشكر لها ذلك ، وصبر على جلاد العدو ، إلى أن أظفره الله تعالى.
(وقد ذكر صاحب عمدة المطالب [٤] هذه الحكاية عن راجح بن قتادة ، ولا يبعد وقوعها من الاثنين. والله أعلم) [٥].
[مشاركة أبي نمي لوالده الحسن في الولاية]
وذكر (ابن الفضل) [٦] في الوسيلة عن نشأة السلافة للإمام