من أصحابه رجل يقال له «أبو عبدان» ، فقيدوه وأرسلوه إلى مصر.
وفي سنة ستمائة وأربع وثلاثين : عمرت عين حنين [١] أيضا.
واستمر والي مكة جفريل إلى سنة ستمائة وخمس وثلاثين ، فوليها المنصور علي بن رسول صاحب اليمن بنفسه ، فإنه قصد مكة في نحو ألف فارس [٢] وبعث إلى الجند بمكة : «أن من جاءنا ، فله ألف دينار وحصان وكسوة». فمالت إليه أكثر القوم. فلما وصلوه أوفاهم ما قال. وخرج إليه راجح بن قتادة ، فبعث معه ثلاثمائة فارس ، فدخل مكة بالأعلام والطبول.
فلما تحقق أهل مصر قدوم السلطان ، أحرقوا جميع أسبابهم ، وخرجوا من مكة. فأرسل إليه راجح بما وقع ، فدخلها في رجب بعد أن هرب جفريل لما سمع بوصوله.
فاستولى عليها السلطان نور الدين عمر [٣] بن علي بن رسول. فدخلها في رجب معتمرا ، بعد أن تقدمه الشريف راجح بنحو ثلاثمائة عسكري من أصحاب النجدة والبأس. فأمن البلد وتصدق على أهل [٤] مكة بمال جزيل.
[١] عين حنين ـ عين بازان. الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٥٥٤ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٢.
[٢] المقريزي ـ السلوك ١ / ٢ / ٢٧٤ ، ابن فهد ـ العقد الثمين ٣ / ٤٣٤ ، ابن الديبع ـ بغية المستفيد ص ٨١.