وآخر الأمر أنه صالحهم على أن يدخلوا مكة على ثلاثين ألف دينار. ولو لا ذب أمير الشاميين عن العراقيين وتخويفه للشريف قتادة بالخليفة وبالملك العادل صاحب مصر ، لعظم الخطب [١] على العراقيين.
ولم ينتطح فيها عنزان [٢] ، فإن الشريف قتادة أرسل ابنه راجحا إلى الخليفة يعتذر اليه. فقبل عذره. ويقال : أنه أخذ من المال والمتاع وغيره ما قيمته ألف ألف دينار» ـ انتهى ـ.
وفي غيره : أن أمير العراق وهو علاء الدين محمد بن ياقوت ، لما حرق وطاقه [٣] وأعلامه ، ونهبت [٤] العرب أثاثه ، لجأ إلى مخيم أخت الملك العادل ، صاحب الشام ومصر ، ربيعة خاتون ، وهي زوجة مظفر الدين بن زين الدين [٥] صاحب إربل [٦] ، وكانت حجت في تلك السنة.
فاستجار بها ، وكانت نازلة بالزاهر ، ومعها إسماعيل الصمصام أخو سياروخ النجمي [٧] ، وكان [٨] أميرا على الحاج الشامي.
فأرسلت إلى الشريف قتادة ، وتلطفت به ، ولم تزل به إلى أن أمر
[٢] انظر : أبو شامة ـ ذيل الروضتين ٧٨ ، ٧٩ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٣ / ٦٢ ، اليافعي ـ مرآة الجنان ٤ / ١٥ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٧٢ ، ابن العماد ـ شذرات الذهب ٥ / ٣٢.