فلما كان في رجب من هذه السنة ، قدم مصر أبو القاسم أحمد ابن أمير المؤمنين الظاهر بأمر الله ، وهو عم الخليفة المستعصم» ، وأخو المستنصر ، وكان معتقلا ببغداد ، ثم أطلق ، فكان مع جماعة الأعراب بالعراق ، فقصد الملك الظاهر [٢] حين بلغه تملكه بمصر ، فقدم عليه صحبة جماعة من أمراء الأعراب عشرة ، منهم : الأمير ناصر الدين أبو مهنا.
فكان دخوله إلى القاهرة في ثاني رجب. فخرج السلطان للقائه ـ إلى آخر ما ذكره في تاريخ مصر العلامة السيوطي [٣].
وأثبت نسبه على القاضي ، وأشهد على نفسه بثبوت نسبه. وكان أول من بايعه شيخ الإسلام ابن عبد السلام [٤] ثم السلطان الملك الظاهر ، ثم القاضي ، ثم الأمراء على مراتبهم.
وركب في موكبه السلطاني ، إلى أن نزل بالقلعة.
ثم ركب يوم الجمعة في الموكب الأعظم إلى الجامع ، فخطب بالناس خطبة ، وذكر فضل بني العباس. ثم نزل فصلى بالناس. وكان
في حين أخذ التتار لبغداد كان سنة ٦٥٦ ه. كما سيأتي أيضا عند السنجاري. وكان الأولى حذف هذه الصفحات ولكني آثرت اثباتها للأمانة العلمية ، واثبات النص كما ورد. فليتأمل القاريء!!.
[٤] ابن عبد السلام : شيخ الإسلام أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام ابن أبي القاسم بن الحسن سلطان العلماء. توفي سنة ٦٦٠ ه. ابن العماد ـ شذرات الذهب ٥ / ٣٠١ ـ ٣٠٢.