رجع [١] : فرأى ابن الزبير رضياللهعنهما أن يعمر الكعبة عمارة قوية [٢] ، ويجعلها على قواعد الخليل 7 ، ويدخل فيها ما أخرجته قريش من البيت لقصر النفقة ـ لحديث رواه عن عائشة رضياللهعنها [٣].
فدعا وجوه الناس ، واستشارهم ، فأشار عليه بعضهم بذلك ، وأبى الأكثرون. وكان أشد الناس إباء حبر الأمة عبد الله بن عباس رضياللهعنهما ، قال : «دعها على [٤] ما أقرها رسول الله 6 ، فإني أخشى أن يأتي بعدك من يهدمها ، فلا تزال تهدم وتبنى ، فيتهاون الناس بحرمتها ، ولكن ارقعها». فقال ابن الزبير رضياللهعنهما : «ما يرضى أحدكم أن يرقع بيت أبيه [وأمه][٥] ، فكيف أرقع بيت الله؟!».
وعزم على هدمها وبنائها ، وكان ممن أشار بالهدم جابر بن عبد الله [٦] ، وعبيد بن عمير [٧] ، وعبد الله بن صفوان [٨].
فلما عزم على الهدم ، خرج أهل مكة إلى منى ، خوفا أن يكون