وكانت بالقرب منه [باب][١] دار لزبيدة بنت أبي جعفر [٢] المنصور ، سقطت اسطوانتان من تلك الجهة. وكان والي مكة هارون بن محمد ابن إسحاق بن يعقوب بن يوسف. فكتبوا إلى طلحة بن المتوكل ـ وكان هو المتصرف في الخلافة ، وجميع الخلفاء من بعده من ذريته ، ولم يزل حافظا للخلافة إلى أن توفي سنة مائتين وثمان وسبعين [٣] ـ فأرسل اليهم بمال عظيم ، وأمرهم بعمارة جميع ما يحتاج إلى العمارة سنة مائتين واثنتين وسبعين».
[خلع المعتمد ووفاته]
وفي سنة مائتين وتسع وسبعين خلع المعتمد نفسه [٤] ، فولي الخلافة المعتضد أبو العباس أحمد بن الموفق طلحة بن المتوكل سنة مائتين وتسع وسبعين بعهد من عمه.
وفي هذه السنة مات [٥] المعتمد فجأة بين المغنين والندماء ، وقيل مسموما. وكانت مدته ثلاث وعشرون سنة ويومين ـ ; تعالى.
[٢] زبيدة : ـ أمة العزيز أو أمة الواحد ـ زوجة الرشيد وأم الأمين صاحبة المآثر في مكة والمرتبطة باسمها عين زبيدة. انظر : ابن الضياء المكي ـ تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام ١٠٠ ـ ١٠٢.
[٣] انظر خبر وفاته : المسعودي ـ مروج الذهب ٤ / ١٤٣ ، الخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد ٢ / ١٢٧.
[٥] انظر في وفاته : القضاعي ـ تاريخ ٤٧٣ ، الخطيب ـ تاريخ بغداد ٤ / ٦١ ، ابن الأثير ـ الكامل ٦ / ٧٣ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١١ / ٦٥ ، الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٥٢ ، المسعودي ـ مروج الذهب ٤ / ٢٣٠.