فولي مكة في زمنه صالح بن العباس[٢] المتقدم ذكره. وذلك سنة مائتين وتسع عشرة.
ثم محمد بن داود بن عيسى[٣] الملقب «ترنجة» [٤] ، وذلك سنة مائتين واثنتين وعشرين. وبقي إلى خلافة المتوكل. وبنى داود بن عيسى هذا بالحرم الشريف عمودين ، أحدهما بحذاء الركن اليماني ، والثاني بحذاء الشامي. ووضع عليهما سراجين ـ قاله ابن الضياء الحنفي.
قال القاضي محمد بن جار الله [٥] : «وولي مكة للمعتصم إشناس [٦] التركي ـ من كبار قواده ـ /. وذلك أنه لما أراد الحج سنة مائتين وست وعشرين ، فوض إليه المعتصم ولاية كل بلد يدخلها ، فلما دخل مكة أبقى محمد بن داود نائبا عنه على الحج ، ودعا لأشناس على المنابر بالحرمين ، وكل بلاد دخلها حتى رجع إلى سرّ من رأى [٧] ـ قاله
[٢] ابن خياط ـ تاريخ خليفة ٤٧٦ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٩١.
[٣] ابن خياط ـ تاريخ خليفة ٤٧٦ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٩١ ، العقد الثمين ٢ / ١٥. وقد حج بالناس محمد بن داود سنة ٢٢٢ ه. انظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٩ / ٥٨٤.
[٥] ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ص ١٨٥. وانظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٩١.
[٦] في (ب) ، (ج) «أشاش». وهم من الناسخين. وأشناس أحد قادة المعتصم تركي. توفي سنة ٢٥٢ ه. الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ١٢ / ١٢٣ ، الصفدي ـ الوافي بالوفيات ٩ / ٢٧٨.
[٧] سر من رأى : وهي سامراء مدينة بين بغداد وتكريت ، مصرها المعتصم لجنده من الأتراك. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٣ / ١٧٣ ـ ١٧٨.