المسيب [١] مرات. ثم انهزم بعد أن قلعت عينه بنشابة ، وقتل من جماعته خلق كثير.
فرجع مكة [٢] ، وطلب الأمان من الجلودي فأمنه ، ودخل [٣] مكة لعشر بقين من ذي الحجة من السنة المذكورة.
فأطلعه الجلودي على المنبر ، ووقف فوق رأسه بالسيف ، فحمد الله تعالى ، وأثنى عليه ، واعتذر بأنه بلغه موت المأمون ولم يصحّ عنده ذلك ، وقد خلع نفسه [٤] ، ونزل.
ثم أنه سار إلى العراق قاصدا المأمون.
ويقال : قيده الجلودي ، وأرسله إلى المأمون مقيدا. فاعتذر إليه. فعفى عنه المأمون. وبقي هناك قليلا ، ثم انتقل إلى رحمة الله تعالى فجأة بجرجان [٥]. فصلى عليه المأمون ، ونزل في لحده ، وقال : «هذه رحم قطعت منذ سنين». وذلك في شعبان سنة مائتين وثلاث.
وقال الذهبي [٦] : «ان الجلودي خرج بالديباج إلى العراق ، واستخلف على مكة ابنه محمد» ـ والله أعلم.
[١] ابن المسيب : هو هارون بن المسيب. انظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٩ / ٤٠١.