ثم خرج بديل بن ورقاء [٢] في نفر من خزاعة حتى قدموا المدينة ، فأخبروا النبي 6 بمن أصيب منهم ، ومظاهرة قريش لبني بكر ، فقال 6 : «كأني بأبي سفيان وقد جاءكم يشد العهد [٣]».
ثم انصرف الخزاعيون راجعين ، فالتقى بديل راجعا بأبي سفيان ، فسأله : من أين؟!. قال : من هذا الساحل. قال : هل جئت محمدا؟. قال : لا. وتركه وسار. فسار أبو سفيان إلى أن ورد المدينة ، فدخل على ابنته أم المؤمنين رضياللهعنها أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي 6. فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله 6 رفعته عنه. فقال لها في ذلك. فقالت له : «إنك مشرك نجس ، وهذا فراش رسول الله 6».
فأتى رسول الله 6 ، فلم يرد عليه شيئا ، فأتى أبا بكر رضياللهعنه ليكلم له رسول الله 6 ، فقال : «ما أنا بفاعل». فأتى عمر رضياللهعنه فقال : «أنا أكلم لك رسول الله 6؟!. والله لو لم أجد إلا الذر لقاتلتكم به» ـ أو كما قال ـ. فأتى فاطمة رضياللهعنها ، فأبت عليه ، فتوسل بابنيها الحسن والحسين ، فقالت : «ما بلغا أن يجيرا بين الناس». فقال لعلي بن
[١] سقط ما بين حاصرتين من (أ) ، والاثبات من (ب) ، (ج). وفي (د): «وقتلونا ركعا وسجدا».
[٢] بديل بن ورقاء الخزاعي كان عيبة نصح رسول الله 6 أي خاصته وأصحاب سره من أهل تهامة. انظر : الطبري ـ تاريخ ٣ / ٢١٨.
[٣] في تاريخ الطبري «ليشدد العهد ويزيد في المدة» ٣ / ٢٨٨. وفي (د) «يشهد العهد».