فأتموا البناء ، وجعلوا ارتفاعها عشرين ذراعا ، ويروى ثمانية عشر ذراعا [١] ، ونقصوا من عرضها أذرعا [٢] من جهة الحجر ـ بسكون الجيم ، ورفعوا باب الكعبة ، وجعلوا في جوفها ثلاث دعائم [٣] ، وفي الركن الشامي درجة يصعد منها إلى السطح [٤].
فائدة [فيمن ولد في جوف الكعبة]
قال في كتاب الاهتمام بجملة الأحكام في ترجمة حكيم بن حزام [٥] رضياللهعنه : «أنه ولد في جوف الكعبة ، وذلك أن أمه دخلت الكعبة في نسوة من قريش فأخذها المخاض ، فأوتيت بنطع فولدت مكانها. ولم يعلم أحد ولد في الكعبة غيره ، وما روي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ـ ولد في الكعبة فليس بصحيح. وممن نص على ضعفه ابن الجوزي في مثير العزم الساكن [إلى أشرف الأماكن][٦].
وروي عن حكيم بن حزام أنه قال : «ولدت قبل ورود الفيل بثلاثة عشر سنة ، وأنا أعقل حين أراد عبد المطلب أن يذبح ابنه عبد الله».
وأسلم حكيم بن حزام [هذا][٧] ، وكان من الأجواد ، وروى
[٤] انظر في ذلك : ابن هشام ـ السيرة ١ / ١٩٨ ، الأزرقي ـ أخبار مكة ١ / ١٦٥ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ١٥٤ ـ ١٥٥.
[٥] حكيم بن حزام ـ سبقت ترجمته ـ وهو أحد علماء النسب. انظر : الصفدي ـ الوافي بالوفيات ١٣ / ١٣٠ ، المصعب الزبيري ـ نسب قريش ـ تحقيق بروفنسال ص ٢٣١ ، الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٦.
[٦] ما بين حاصرتين من (ج). وانظر : مثير العزم الساكن ٢ / ٩.