الطبري [١] والإمام النووي [٢] وغيرهما من العلماء : أنه دخل الحرم ، وحسر عند محسر [٣] الذي هو حد منى مما يلي جهة عرفة ، وأن الوادي سمي محسرا لكون الفيل حسر فيه ، ولذلك سن الإسراع في السير فيه ، لكونه محل نزول العذاب.
وذهب آخرون ، منهم ابن الأثير [٤] : أن الفيل لم يدخل الحرم أصلا ، وإنما كان نزول العذاب عليهم بالمغمس ، وهو محل محاذ لعرفة» ـ وتقدم ذلك.
والخلاف المذكور إنما هو في الفيل المخصوص ، وأما غيره : فهل (يجوز دخوله) [٥] الحرم ، أم يمتنع؟ ـ محل تردد ـ. لكن في تاريخ الفاسي [٦] : أن السلطان أبا سعيد [٧] صاحب العراق ، بعث فيلا مع حجاج العراق ، وما عرف قصده من بعثه ، (ووصل معهم ، ودخلوا بها المواقف كلها ، وتوجهوا به إلى المدينة) [٨] فمات بالفريش الصغير [٩] قبل وصولهم إلى المدينة.
[١] محب الدين أحمد بن عبد الله بن محمد الطبري. المتوفى سنة ٦٩٤ ه. ولعله ذكر ذلك في كتابه : خير القرى في زيارة أم القرى ، أو في كتابه القرى لقاصد أم القرى.