فلما كبر قصي ورقّ عظمه ، وكان ابنه عبد الدار أكبر أولاده ، وكان عبد مناف بن قصي قد شرف في قومه وذهب في الرياسة كل مذهب ، وكذلك عبد العزى ، وكذلك أخوه عبد بن [٢] قصي ، قال قصي لعبد الدار : «ولألحقنك [٣] بالقوم ، وإن كانوا قد [٤] شرفوا عليك ، لا يدخل رجل منهم الكعبة حتى تكون أنت الذي تفتحها له ، ولا يعقد [٥] لقريش لواء حرب إلا أنت بيدك ، ولا يشرب رجل بمكة إلا من سقايتك ، ولا يأكل أحد من أهل الموسم إلا من طعامك».
فأعطاه الحجابة واللواء والسقاية والرفادة. ثم مات فدفن [٦] بالحجون ، (وقد دفن) [٧] الناس بها بعده. ـ قاله الفاسي [٨].
قال الزبير بن بكار : وفي مقبرة الحجون يقول كثير بن كثير السهمي في الإسلام :
عين جودي بعبرة أسراب
من دموع كثيرة التسكاب
[١] أي السقاية والرفادة والسدانة والحجابة والندوة واللواء والقيادة.