قال التقي الفاسي [١] : «والكعبة تكسى في عصرنا هذا يوم النحر من كل سنة إلا أنه لا يسبل عليها ثوبها في هذا اليوم ، وإنما يسبل عليها مقدار نصفها ، ويسبل الباقي في بقية ذي الحجة من كل سنة في الغالب. وتأخذ سدنتها ما بقي [٢] من الكسوة ، ويتصرفون فيها بالبيع وغيره من قديم الزمان وإلى الآن».
قال القطب [٣] : «وقد جرت عادة بني شيبة أن يأخذوا [٤] الكسوة العتيقة إذا وردت الجديدة ، وهي من أوقاف السلطنة؟ ، ولا يعلم شرط الواقف فيها ، فيبقون على ما هم عليه».
وذكر القاضي في جامعه [٥] : «أن أمراء مكة كانوا يأخذون ستر باب الكعبة مع جانب كبير من الكسوة ، أو ستة الآف درهم عوضا عن ذلك ، إلى أن رفع عنهم ذلك الشريف عنان بن مغامس [٦] لما ولي مكة سنة سبعمائة وثمانية وثمانين ، وتبعه أمراء مكة إلى زمن السيد حسن بن عجلان ، فكان يأخذ منهم [٧] ستر الباب وكسوة المقام ويهديها لمن يريده من الملوك وغيرهم» ـ انتهى [٨].
[١] شفاء الغرام ١ / ٢٠٣. وذكر أنه يوافق ما ذكره ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد ٦ / ٢٥٧.