وذكر الفاسي [٢] : «أن ثعلبة بن عمرو (بن عامر) [٣] ابن حارثة ابن امرؤ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد القحطاني سار [هو][٤] وقومه ـ وهم أهل مأرب ـ لا يطئون بلدا [٥] إلا غلبوا عليه ، حتى دخلوا مكة ، وأهلها (إذ ذاك) [٦] جرهم قد قهروا الناس ، وحازوا ولاية البيت على بني إسماعيل [وغيرهم][٧] ، فأرسل إليهم ثعلبة يقول : إنا خرجنا من بلادنا ، فلم ننزل بلدا إلا فسح أهله [٨] لنا ، فنقيم معهم حتى نرسل روادنا [٩] فيرتادون لنا بلدا تحملنا ، فافسحوا لنا». فأبوا عليه. فأرسل إليهم : «أنه لا بد من المقام ، فإن تركتموني نزلت وحمدتكم ، وواسيتكم في الماء والمرعى / وإن أبيتم أقمت على كرهكم ، ثم لا / ٥٥ (ترعون معي) [١٠] إلا فضلا ، ولا تشربون إلا رنقا ، فإن قاتلتموني قاتلتكم ، فإن ظهرت عليكم سبيت النساء ، وقتلت الرجال».
[١] وكتابه : وفا الوفا بأخبار دار المصطفى ـ مجلدان ، طبعته مطبعة الآداب والمؤيد ، مصر ١٣٢٦ ه.