بالكعبة ، والثاني في موضع زمزم. وكان يطرح بينهما ما يهدى إلى الكعبة ، فسمي ذلك الموضع الحطيم / ، وكان ينحر عندهما ويذبح ، / ٥٣ ولم يكن تدنو منهما امرأة طمثت [١]. وفي ذلك يقول بشر بن حازم [٢] :
عليه الطير ما يدنون منه
مقامات الفوارك من أساف
وكان الطائف بالبيت يدنو من أساف أوّلا فيستلمه ، فإذا فرغ من طوافه ختم بنائلة. فكانا كذلك حتى كسرهما رسول الله 6 عام الفتح. وسيأتي بيان ذلك.
ثم أن عمرو بن مضاض لما أيس من قومه ، عمد إلى غزالين من ذهب ـ كانا في بير الكعبة ـ ودروعا وأسيافا ، وطرحها في بئر زمزم وطمها [٣] فدرست. ولم تزل مطموسة لا يعرف أحد محلها إلى زمن عبد المطلب بن هاشم على ما سيأتي بيانه.
[٢] الصحيح بشر بن أبي خازم ـ عمرو بن عوف الأسدي. شاعر جاهلي فحل من الشجعان. من بني أسد بن خزيمة من نجد. توفي قتيلا نحو سنة ٢٢ قبل الهجرة ، له ديوان شعر حققه عزة حسن في دمشق. انظر : ابن قتيبة ـ الشعر والشعراء ٨٦ ، الزركلي ـ الاعلام ٢ / ٥٤.
[٤] الحلبي : علي بن برهان الدين الشافعي ، توفي سنة ١٠٤٤ ه ـ له السيرة الحلبية ، انسان العيون في سيرة الأمين والمأمون ، طبع المكتبة التجارية بمصر ١٩٦٢ م. انظر : السيرة الحلبية ١ / ١١ ، نشر المكتبة الإسلامية ـ بيروت.