فكان مضاض يعشر من يدخل مكة من أعلى مكة ، والسميدع يعشر من يدخل مكة [٢] من أسفلها. والقوم الذين تعشر أموالهم من العماليق [٣] ـ وكانوا ولاة مكة قبل جرهم ، فانتهكوا حرمة الحرم فجاءتهم [٤] جرهم وقطورا وأخرجتهم ، فكان إذا دخل أحد منهم بميرة عشّر.
فلما رأت قطورا ما آل إليه أمر مضاض من اجتماع بني إسماعيل [٥] عليه ومآل [٦] أمر مكة إليه ، حسدوه فبغى بعضهم على بعض فاقتتلوا بفاضح [٧] ، وهو أول قتال وقع بمكة ، فقتل السميدع ، وانحاز من بقي من قومه إلى شعب بني عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس ـ وهو بأعلى مكة ـ ، فاصطلحوا على أن يملكوا مضاضا ، فتم الأمر / ٥٢ لمضاض بن عمرو. وفي ذلك يقول مضاض بن عمرو / :
[٧] في (ج) «بناضح». وفاضح : موضع قرب مكة عند أبي قبيس كان الناس يخرجون إليه لحاجاتهم. انظر : ابن هشام ـ السيرة ١ / ١١٢ هامش ٨ ، ياقوت ـ معجم البلدان ٤ / ٢٣١.
[٨] في أخبار مكة للأزرقي ١ / ٣٦ «فيها» وكذلك في شفاء الغرام للفاسي ١ / ٥٧٨.