في الأرض أوّلا؟!. قال : المسجد الحرام. قلت : ثم أي؟!. قال : المسجد الأقصى. قلت : كم كان بينهما؟!. قال : أربعون عاما».
فإن قيل [١] المسجد الأقصى بناه سليمان بن داود وما بين سليمان وإبراهيم زمان يزيد على ألف كما قال أهل التاريخ [٢] ، فكيف تأويل هذا الحديث؟!.
فالجواب : أن سليمان انما جدّده ، ولم يكن أسّسه ، كما جدّد إبراهيم الكعبة ، وأما أساسها فقديم من زمن آدم. فيجوز أن يكون أحد أبناء آدم بنى بيت المقدس بعد الكعبة بأربعين عاما ، ثم درس كالكعبة ، فجدده سليمان [٣]7 ـ ذكره القاضي في جامعه [٤].
قلت : وجزم بهذا ابن القيم في الهدي النبوي [٥] : «وأن الذي أسس بيت المقدس يعقوب بن إسحاق 8 بعد بناء الكعبة بأربعين عاما ، ثم إن سليمان 7 جدده بعد خرابه» ـ فاحفظه فإنه مهم ـ.
[٢] ما بينهما أكثر من ألف سنة ـ انظر : القضاعي ـ تاريخ ص ٦٠ ـ ٦١.
[٣] والسنجاري يعظم الأنبياء ففي نسخة (أ) يذكر : «سيدنا سليمان صلوات الله وسلامه عليه ، وعلى نبينا». وناسخ (ب) ، (ج) يقتصر على الاسم واضافة 7 على الأغلب. فسأقتصر على ذلك.
[٥] زاد المعاد لابن القيم الجوزية محمد بن أبي بكر بن أيوب ـ شمس الدين أبو عبد الله الزرعي الدمشقي صاحب التصانيف المشهورة. توفي سنة ٧٥٢ ه. انظر : البداية والنهاية ١٤ / ٢٣٤ ، شذرات الذهب ٦ / ١٦٨ ، الزركلي ـ الاعلام ٦ / ٥٦. وانظر خبره هذا في كتابه : زاد المعاد في هدي خير العباد ١ / ١٣.