إذ ذاك مائة سنة ، فأدرك إسماعيل تحت دوحة [١] قريبا من زمزم وهو يبري نبلا. فلما رآه قام إليه وصنعا ما يصنع الولد لوالده ، والوالد لولده. ثم قال : «يا إسماعيل ، إن الله أمرني أن أبني له بيتا ههنا». وأشار إلى أكمة حمراء مرتفعة [٢]. فقال : «اصنع ما أمرك». قال : «وتعينني؟». قال : «وأعينك».
وكان سن إسماعيل إذ ذاك ستة وثلاثون سنة.
وفي رواية الأزرقي [٣] / عشرون سنة ، وفي رواية ذكرها / ٣٧ المسعودي [٤] ثلاثون سنة.
فعزما على البناء ، وجمعا الحجارة.
قال الفاسي [٥] عن قتادة : «بنى الخليل البيت من خمسة أجبل : طور سيناء ، وطور زيتا [٦] ، ولبنان ، والجودي ، وحراء. وقد جمع هذه الخمسة الأجبل بعض العلماء فقال :
ومن أجبل خمس بنى البيت آدم
فخذ ببيت قد أتاك بتبيان
[١] في (ج) «دومة». وانظر : ابن كثير ـ قصص الأنبياء ١ / ٢٢٦ «دوحة». وتفسير القرآن ١ / ١٧٧. وابن الضياء ـ تاريخ مكة المكرمة ٤٣.
[٥] في شفاء الغرام ١ / ١٥١. وانظر : ابن عساكر ـ تاريخ مدينة دمشق ٢ / ١٢٠ ـ ١٢٤ ، ابن شداد ـ الأعلاق الخطيرة ٢ / ٣٥.
[٦] أخطأ محقق مثير العزم الساكن لابن الجوزي ـ مثير العزم فأثبت" طور زنيا"!! ١ / ٣٥٣. وطور زيتا : جبل في القدس الشريف. الجبل الشرقي : هو جبل عظيم مشرف على المسجد الأقصى. العليمي ـ الأنس الجليل ٢ / ٦.