الله يقودهم بالغيث ويسوقهم بالسنة [١] ، يضع الغيث أمامهم (فيذهبون ليرخوا) [٢] فلا يجدون شيئا ، حتى ألحقهم الله بمساقط رؤوس آبائهم ـ وكانوا من حمير ـ ثم بعث الله عليهم الطوفان.
قال الزنجي [٣] : فقلت لابن خيثم : ما الطوفان؟!. قال : الموت». ـ انتهى ـ.
[وفاة هاجر وزواج إسماعيل]
ثم إن هاجر توفيت ولها تسعون سنة ، فدفنوها في الحجر [٤] ، وكان عمر إسماعيل عشرون سنة لما توفيت أمه فتزوج امرأة من جرهم.
قال ابن الضياء [٥] : «واسم امرأته التي تزوجها [٦] ، قيل عمارة بنت
[٢] ما بين قوسين غير مقروء في (ج). وعند الأزرقي «ليرجعوا» ١ / ٥٠. ويرخوا : من الرخاء.
[٣] الزنجي ـ أبو خالد ـ الأزرقي ١ / ٥٠. وهو مسلم بن خالد بن مسلم بن سعيد القرشي المخزومي ـ مولاهم ـ تابعي من كبار الفقهاء ، أصله من الشام وإمام أهل مكة. وهو الذي أذن للشافعي بالافتاء ، توفي سنة ١٧٩ ه. انظر : طبقات الفقهاء ٤٨ ، الزركلي ـ الاعلام ٧ / ٢٢٢.
[٤] انظر : ابن قتيبة ـ المعارف ١٧ ، ابن جرير الطبري ـ تاريخ ١ / ٣١٤ ، ابن عبد الحكم ـ فتوح مصر وأخبارها ٦ ، القضاعي ـ تاريخ ٩٦.
[٥] ابن الضياء : محمد بن أحمد بن الضياء القرشي العمري المكي بهاء الدين أبو البقاء ، فقيه حنفي ، صاغاني الأصل ، ولد وتوفي بمكة وولي قضائها. توفي سنة ٨٥٤ ه. وأخباره عن مكة في مصنفه : في البحر العميق ، وتنزيه المسجد الحرام عن بدع جهلة العوام ، وتاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف. انظر : الضوء اللامع للسخاوي ٧ / ٨٤ ، الزركلي ـ الاعلام ٥ / ٣٣٢ ، محمد الحبيب الهيلة ـ التاريخ والمؤرخون ١٣٠ ـ ١٣٣. وقد وجدت أن ابن الضياء قال : «فلما بلغ أنكحوه جارية منهم ... فأنكحوه إمرأة أخرى اسمها أمامة بنت مهلهل ، وقيل عاتكة». تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة المنورة والقبر الشريف ص ٤٢.