واتفق أنه وقع بين عالمين منازعة بمكة في تأويل الحديث وسنده ، فكابر أحدهما ، وطعن في سند الحديث ومعناه ، وقال صوابه : أسفاء مكة ـ من الأسف ـ. فأصبح وقد طعن في أنفه واعوج ، وقيل له : إي والله سفهاء مكة [من أهل الجنة][١] ، سفهاء مكة [من أهل الجنة][٢] ، سفهاء مكة [من أهل الجنة][٣] ، فأدركه روع ، وذهب [٤] إلى الذي كان يكابره في الحديث [٥] من علماء عصره ، وأقر على نفسه بالكلام فيما لا يعنيه ، وفيما لم يحط به خبرا [٦]».
قال القاضي [٧] : وما ذكر في [٨] الفضل فهو على العموم ، (يعم الصالح) [٩] والطالح ، كما يدل عليه سياق الكلام الذي هو في معرض الامتنان. وهذا الفضل لا يشاركهم فيه أحد ، وهم يشاركون الناس في أعظم الأمور ، مثل الإسلام والحج ، فالواحد منهم (منذ مسقطه) [١٠] في الأرض إلى حين وفاته ، يحج البيت إذا كان مقيما ، وفي حال صغره يحرم عنه وليه ، وهذا لا يتأتى لغير المكي ، فلو خصص أحد منهم بزيادة
[٤] أشار ناسخ (ج) في الهامش أن في نسخة أخرى «خرج».
[٥] والحديث موضوع ذكره الشوكانى بالفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة صفحة ١١٣ والقارئ بالأسرار المرفوعة بالأحاديث الموضوعة صفحة ١١٧ وذكره بكشف الخفا ١ / ٥٥٠.
[٦] ذكر الفاسي أنه : تقي الدين محمد بن إسماعيل بن أبي الضيف اليمني الشافعي نزيل مكة ومفتيها. شفاء الغرام ١ / ١٣٩.