«كان يقال لقريش في الجاهلية أهل الله [١] لما تميزوا به عند سائر العرب في المحاسن والفضائل والمكارم. ولما جاء الإسلام وبعث فيهم خير الخلق محمد 6 تظاهر شرفهم ، وصاروا على الحقيقة لأن يدعوا أهل الله ، فاستمر عليهم وعلى ساير أهل مكة وعلى أهل القرآن هذا الاسم».
ورأيت في هامش نسخة من خصايص عند قوله :
«وبلدة المدينة أفضل البلاد ما عدا مكة ، وبعدها في الفضيلة المدينة ، ثم بيت المقدس ، وهذه الثلاثة أفضل الأرض ، وأهلها أفضل الناس». ـ انتهى من التحفة لابن حجر [٢] ـ.
ومقتضى هذا أن أهل مكة مطلقا أفضل من أهل المدينة ، وأهل / ٢٥ المدينة أفضل من أهل بيت المقدس ، وأهل / بيت المقدس مطلقا أفضل من بقية أهل الأرض.
قال التقي الفاسي [٣] : «وقد ورد أن سفهاء مكة حشو [٤] الجنة ،
ـ واشتهر بالتاريخ والفقه وغيرهما مثل الفلك والرياضيات حتى لقب بالفلكي الرياضي.
من تصانيفه : تاريخ ولاة مكة ، والسنا الباهر بتكميل النور السافر في أخبار القرن العاشر وغيرهما. انظر : الزركلي ـ الاعلام ٦ / ٥٩ ـ ٦٠ ، محمد الحبيب الهيلة ـ التاريخ والمؤرخون ٣٥٣ ـ ٣٥٨.
[١] انظر : الفاكهي ٢ / ٦٨ : «وكان أهل مكة فيما مضى يلقبون فيقال لهم : يا أهل الله أو نحو ذلك. وقال عبد المطلب في آل الله :
نحن آل الله في بلده
لم يزل ذاك على عهد إبرهم».
[٢] ابن حجر المكي أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي المكي شهاب الدين. توفي سنة ٩٧٤ ه. وله تحفة الأخبار في مولد المختار 6 ، وتحفة الزوار إلى قبر النبي المختار. انظر : الحبيب الهيلة ـ التاريخ والمؤرخون ص ٢٢١.
[٣] شفاء الغرام ١ / ١٣٩. وذكره بالنص القاضي ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ١٣٨.