ويشهد للأول ظاهر قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً)[١]. وحديث عبد الله بن زيد بن عاصم أن النبي 6 (قال : «إن إبراهيم حرم مكة وأنا حرمت المدينة». [في الصحيحين][٢].
وأجيب في الآية : بأنه إنّما سأل أن يجعل ذلك البلد الحرام آمنا من الجدب والقحط ، وأن يرزق أهله من الثمرات.
قلت : وبمعنى حديث أبي هريرة ما رواه أبو شريح خويلد بن عمر الخزاعي العدوي [٣] أنه قال لعمرو بن سعيد [٤] بن العاص وهو يبعث البعوث إلى مكة : ائذن لي أيها الأمير ، أحدثك قولا قام به رسول الله
هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله 6. البخاري ـ حديث رقم ٢٤٣٤. انظر : فتح الباري ٥ / ٣٧٢ ـ ٣٧٣.
[٢] عن عبد الله بن زيد رضياللهعنه عن النبي 6 (قال :
«إن إبراهيم حرّم مكة ودعا لها ، وحرّمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة ، ودعوت لها في مدّها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم 7 لمكة». رواه البخاري ٤ / ٣٤٦ رقم ٢١٢٩ ، ومسلم حديث رقم ٣٦٠ ، وفي مسند أحمد ٤ / ٤ ، والبيهقي ـ دلائل النبوة ٢ / ٥٦٩ ـ ٥٧٠ ، السنن الكبرى ٥ / ١٩٧. انظر : صالح بن حامد الرفاعي ـ الأحاديث الواردة في فضائل المدينة ص ٤٧.
وعن جابر بن عبد الله رضياللهعنه قال : قال رسول الله 6 :
«إن إبراهيم حرّم مكة ، وإني حرّمت المدينة ما بين لابتيها ، لا يقطع عضاها ، ولا يصاد صيدها». رواه مسلم رقم ١٣٦٢ ، والطبري في تفسيره ٣ / ٤٨ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٥ / ١٩٨.
[٣] رواه البخاري ١ / ١٩٧ ـ ١٩٨ ، ومسلم ٩ / ١٢٧ ، وأحمد في مسنده ٤ / ٣١. والفاكهي في أخبار مكة ٢ / ٢٦٧ رقم ١٤٩٣ مع اختلاف في بعض الألفاظ.
[٤] في (ب) «سعد». وهو خطأ. فعمرو بن سعيد الأشدق كان واليا على المدينة أثناء حركة ابن الزبير رضياللهعنهما.