responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفة جزيرة العرب نویسنده : الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني    جلد : 1  صفحه : 315

بعد هذه المدة فتجده جامدا فأسخنته فتظهر فيه رائحة يومه ، وهذا لا يكون إلا بصنعاء [١] ، وقد خبر بذلك جماعة ، منهم إبراهيم بن الصّلت طبخ قدرا له وكان عزبا [٢] ، فلما كملت وكلت نارها عزم على الغداء فهو كذلك حتى أتاه رسول ابي يعفر إبراهيم بن محمد بن يعفر ، فاتبعه من ساعته إلى شبام فلما وصله أمره بالمضي إلى مكة وكان أحد الطرادين وأمر له بناقة وزاد ، ودفع إليه كتبا يوصلها بوالي مكة فمضى إلى مكة وأقام حتى خرج جوابه وعاد إلى شبام ، فأوصل جوابه ثم صرف إلى منزله. قال : فدخلت وأنا جائع فنظرت إلى ذلك القدر على الأثافي وإلى ذلك الخبز قد يبس في منديل. قال فكسرت من الخبز شيئا في قصعة وأحررت ذلك القدر ونكبته [٣] على ذلك الخبز حتى تشرّبه فكان كقدر أسخنته يوم ثالث ، وذلك بعد شهر وكسر. وكان الحاج يأكلون سفرهم طرية الخبز ويابسة غير متغيرة من صنعاء إلى كتنة ، وإلى أبعد [٤] وكنت أنظر إلى التجار إذا حملناهم إلى مكة من صعدة يأكلون سفرهم طرية إلى نصف الطريق ويابسة تدق وتطرأ إلى مكة ، وكنا نحن نستعمل في أسفارنا خبز الملة والسمن واللحم والكشك والمهّاد [٥] ، ونرى أن خبز السفرة إذا فتّ من وعثاء السفر [٦] ، وقال لي أبي ; تعالى : سألني رجل ببغداد بماذا تأدمون في أسفاركم؟ قلت : بالسمن ، قال : أبا السمن؟ قال قلت : وما للسمن؟ قال هو ضرب من السمّ ، قال قلت : أما والله لو ذقت البرطي منه ، والمغربي والكليبي والجنيبي [٧] لعلمت أن دهن اللوز معه


[١] بل وفي ذمار ونحوها ولقد اخبرني من اثق به من أخل ذمار انه أبقى قلية عيد الاضحى بودكها إلى شهر رجب ثم فتح عليها فلم يتغير منها شيء والقلية هي من لحوم الاضحية التي سمنت وعلفت سنة وتطبخ وحشوها العقاقير ثم تنزل من على النار ولا يمسها يد وتترك الى ما يشاء وقد تفتح في اول السنة محرم. ولا يزالون ينتفعون بلحمها وودكها مدة على حسب الحاجة وهذه القاعدة سارية الى يوم الناس هذا وكل ذلك راجع الى جفاف البلاد ويبوستها.

[٢] انظر «أحسن التقاسيم» : ٥٥.

[٣] نكسه وكفأة.

[٤] وهذا يؤيد ما قلته ان الخاصة هذه لا تنفرد بها صنعاء بل الجهة الشمالية والشرقية ولا زال الحجاج الذي عرفناهم قبل أربعين عاما والتي كانت رواحلهم ارجلهم والحمير والبغال والابل يعتمدون في اسفارهم على ما ذكره المؤلف أما اليوم عصر البخار والسرعة فقد بطل كل شيء.

[٥] الكشك بالكسر ضبط بالشكل لا بالحرف وكذا القاموس : طعام يتخذ من نقع البرغل باللبن بعد اختماره فيفت ويطبخ قلت : ولعله الذي يسمى المطيط ، والمهادة الشيء المنبسط المسهد والذي لين وهو الممهود معروف.

[٦] خبر أنّ محذوف ولعل هنا سقطا.

[٧] السم بالفتح والضم معروف والبرطي نسبة الى جبل برط والمغربي نسبة الى مغرب حمير ، والكليبي بضم الكاف نسبة لآل كليب من صحار والجنبي نسبة إلى جنب هران أو الى جنب خشعم أو غيرهما وفي اصلنا الجبني بضم الجيم وفتح الباء الموحدة نسبة إلى جبن بضم الجيم أيضا مقاطعة من جنوب رداع لا يزال سمنها يعبق ريحا طيبة ويشم من مسافة وكذلك العودي والرعيني ، وقوله ان دهن اللوز معه وضر الوضر الوسخ.

نام کتاب : صفة جزيرة العرب نویسنده : الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني    جلد : 1  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست