قالوا : حمى ضرية هو حمى كليب وبين الحمى وضرية جبل النير وقد يرى قوم من الجهال أن ديار ربيعة بن نزار كانت من تهامة بسردد وبلد لعسان من عك ، وأن تبعا اقطعهم هذه البلاد لما حالفوه ، وهذا من الأخبار المصنوعة لأن الملوك أجل من ان يحالفوا الرعايا وانما بنوا هذا الخبر على وهم وهوى فقالوا في المهجم ، وهي خزة : خزازى وفي الأنعوم : الأنعمين وفي الذّنبات الذّنائب وفي العارضة : عويرض ، وانما عنى مهلهل بقوله :
عمرت دارنا تهامة في الدّه
ر وفيها بنو معد حلولا
مكة وما صاقبها :
منازل هذيل : عرنة وعرفة وبطن نعمان ونخلة ورحيل وكبكب والبوباة وأوطاس وغزوان فاخرجهم منه بنو سعد أخرجوها في وقتنا هذا بمعونة عجّ بن شاخ ، سلطان مكة [٢] وغزوان من أمنع جبال الحجاز واكثرها صيدا وعسلا وهو يشاكل من جبال السراة شنا وجبل بارق.
[٢] كذا جاء عج بن شاخ بالشين المعجمة ، وفي بعض كتب التاريخ ابن حاج بالحاء المهملة والجيم آخره كما في تاريخ مكة للفاسي وغيره وهو مولى المعتضد الخليفة العباسي ، تولى مكة سنة ٢٨١ ه ، قال الفاسي : ولعل عج بن حاج كان أمير مكة في سنة إحدى وثمانين إلى سنة خمس وتسعين ويحتمل أن يكون ولي قبل هذا التاريخ وبعده والله أعلم «العقد الثمين» ج ٦ / ٥٧ ، قلت : وأرسل أخاه المظفر بن حاج إلى زبيد متوليا لتهامة حوالي سنة خمس وتسعين ومائتين فكانت معارك ضارية بينه وبين علي بن الفضل إلى سنة ثمان وتسعين حيث مات بزبيد ونقل إلى مكة ودفن بها وكان بها أخوه عج بن حاج مما يدل أنه بقي إلى سنة ثمان وتسعين وفي «غاية الأماني» في حوادث سنة ٣٠٠ : (عج بن ساج عامل الحرمين).