نام کتاب : سامرّاء دراسة في النشاة والبنية السكانية نویسنده : د. صالح أحمد العلي جلد : 1 صفحه : 93
الحير الجديد الذي ذكره اليعقوبي وقال إن فيه أخلاطا من الناس من قواد الفراغنة والأشروسنية والأشناخنجية وغيرهم من سائر كور خراسان ، وإن هذا الشارع يقع خلف شارع الأسكر [١].
وذكر اليعقوبي أيضا أن المعتصم «أقطع وصيفا مما يلي الحير ، وبنى حائطا سماه حائر الحير ممتدا» [٢]. وقال أيضا : «وهذه الشوارع التي من الحير كلما اجتمعت إلى إقطاعات لقوم هدم الحائط وبنى خلفه حائطا غيره ، وخلف الحائط الوحشي من الضباء والحمير الوحشي والإيل والأرانب والنعام وعليها حائط يدور في صحراء حسنة» [٣]. وذكر أيضا أن المتوكل «زاد في شوارع الحير شارع الأسكر والشارع الجديد ، وبنى المسجد في أول الحير في موضع واسع خارج المنازل ، لا يتصل به شيء من القطائع والأسواق [٤]».
تظهر هذه النصوص أن الحير كان محاطا بحائط لم يبق محله ثابتا ، وإنما كان بين الفينة والأخرى يهدم ليبنى خلفه حائط غيره ، وأن المنازل والإقطاعات كانت ملاصقة للحائط.
ذكر الطبري أن بابك لما جيء به إلى المطيرة «لم يصبر المعتصم حتى ركب إليه بين الحائطين فدخل إليه متنكرا» [٥]. وذكر الطبري أن الأتراك في زمن المهتدي «لزموا الحير حتى خرجوا مما يلي الحائطين ، ثم خرجوا ، فأما مفلح وواجن ومن انضم إليهما فسلكوا شارع بغداد حتى بلغوا سوق الغنم ، ثم عطفوا إلى شارع أبي أحمد ، حتى لحقوا بجيش موسى. وأما موسى وجماعة القواد «فإنهم سلكوا على سمت شارع أبي أحمد ، حتى صاروا إلى الوادي ، وانصرفوا إلى الجوسق» [٦].