وأمّا ضبط هذا الاسم فقد قيّدته على شيخنا أبي عبد الله : برطلة ، بتاء التّأنيث المنقلبة هاء في الوقف ، وبضمّ الباء والطاء ، وقيّده الفقيه أبو الحسن ابن رزين [١] بضمّ اللّام وهاء ساكنة ، وقال هكذا ثبت عنه ؛ وهو من أهل مرسية ، علم من أعلامها وعالم من علمائها ، خطب بها وببجاية بخطب بليغة من إنشائه ، وولي القضاء بمواضع من عمل تونس ، وبها استقرّ أخيرا ، بعد أسر ناله مرّتين ، وحجّ ثمّ رجع إلى تونس فتوفي بها عام أحد وستّين وستّ مئة.
وقرأت عليه أيضا أوّل قصيدة أبي عبد الله بن أبي الخصال [٢] ، الّتي سمّاها : «معراج المناقب [٣]» وناولنيها ، وحدّثني بها عن ابن السرّاج قراءة عن أبوي القاسم : ابن بشكوال وابن غالب الشرّاط ، سماعا عليهما ، بقراءة خاله أبي بكر محمّد بن خير ، عن ناظمها المذكور ، وأوّلها : [٤] [الطويل]
إليك! فهمّي والفؤاد بيثرب
وإن عاقني عن مطلع الوحي مغربي
[١] هو علي بن محمد بن أبي القاسم بن رزين التونسي : فقيه محدّث ، له رواية واسعة ، له فهرسة جمع بها أسماء شيوخه. توفي بتونس سنة : ٦٩٢ ه ، ترجمته في برنامج الوادي اشي : ٦٥ ـ فهرس الفهارس : ١ / ٤٤١.
[٢] هو محمد بن مسعود بن طيب بن فرج بن خلصة الغافقي : وزير أندلسي ، شاعر أديب ، توفي بقرطبة سنة ٥٤٠ ه. له رسائل وشعر قام بتحقيقها الدكتور محمد رضوان الدايّة. انظر خريدة القصر قسم المغرب ٣ / ٤٤٩.
[٣] اسمها كاملا : معراج المناقب ومنهاج الحسب الثاقب في نسب رسول الله 6 ومعجزاته ومناقب أصحابه» وتقع في واحد وعشرين ومئة بيت انظر برنامج الوادي آشي ٢٢٤.
[٤] القصيدة كاملة في رسائل أبي الخصال وشعره : ٦٢٧ ـ ٦٣٧.