وأمّا بلد أنسا ـ جبره الله ـ فهو بلد منفسح منشرح ، في بسيط مليح طيّب التّربة ، يغلّ كثيرا ، وبه ماء جار كثير ، ونخل وبساتين ، وهو آخر بلاد السّوس من أعلاه ، متّصل بالجبل مشرف على أرض [٤] السّوس. وكان فيما مضى مدينة كبيرة ، فتوالت عليها الخطوب المجتاحة ، ونزول الأقدار المتاحة ، حتّى صارت رؤيتها قذى في المقلتين ، وعادت بعادة [٥] [٥ / آ] الزّمان أثرا بعد عين ، فليس بها إلّا رسوم حائلة [٦] ، وطلول ماثلة ، خلت من كلّ قارئ ومقروء عليه [٧] ، وقاصد ومقصود إليه ، بيد أنّ بها صبابة [٨] من أهل الدّين ،