رسول الله 6 هو وأبو بكر حين هاجرا من مكّة ، وذلك أنّه غار له بابان في حجر صلد ، وأحدهما ضيّق أقلّ من شبرين فيتكلّفون النّفوذ فيه ، وشاع [١] من جهلهم أنّ من لم ينفذ فيه فهو ولد زنى ، وتقرّر ذلك في معتقدهم الفاسد ، فلا تزال الفضيحة تعلق [٢] بهم من ذلك ، والعقلاء منهم يتجنّبونه ، لأنّ من غصّ فيه ولم ينفذ منه ، يحكمون عليه بما تقدّم. [٣]
ولم أصل إلى جبل ثور لأنّه على مسافة يوم أو نحوها في جنوب مكّة ، ولا يقدر على رؤيته إلّا من جاور بمكّة [٤] ، وكنت عازما على المجاورة بها حسبما تقدّم ، فتجهزّت للمقام ، واكتريت الدّار ، وصرفت بعض من كان معي ليرجعوا إلى الغرب ، وحصلت أسبابي كلّها بمكّة ، وبقيت مع الرّكب منتظرا لخروج السّكّان في المنزل الّذي اكتريته ، وهم بعض الفضلاء من أهل تونس ، سكنوه مجاورين بمكّة ، وعزموا على الرّجوع إلى بلدهم [٥] فتجافيت عن التّضييق عليهم في السّكنى معهم ، وانتظرت [١٠٠ / آ] خروجهم حتّى [٦] قضى الله بفتنة وقعت بين الرّكب وبين صاحب مكّة بأسباب سيرّتها المقادير ؛ فتقاتلوا في اليوم الأوّل وأنا في منزل الرّكب قد ضاق صدري لذلك ، ثم قضى الله أن تحاجزوا ، ولم يقع بينهم قتيل ، فسررت بذلك فلمّا كان من الغد بعثت ببعض أسباب بقيت معي إلى مكّة ؛ فما عدّي [٧] بها الباب حتّى وقعت رجّة [٨]