للعقول تستميل. حرم لا يهتك حماه ، شرف لا يحطّ علاه ، علم لا يجحد هداه ، من أمّه من قفر التّيه هداه ، ويشفى إن تمسّح [١] به العليل. إن حلّه مناد استقام منه ما انآد ، وإن رآه الصّعب سلس وانقاد ، يسلو به الفتى عمّا ألف واعتاد ، ويأمن مكر من مكره أو كاد ، ويظلّ الخائف ما عليه من سبيل. هو ربع السّلامة لا ربع بذي سلم ، كم فيه للهدي من [٢] رسم وعلم ، كم [٣] جبر به من الدّين ما انثلم ، كم أمّه بالقصد ناقص فلم يلبث أن أمدّ بالتفضيل. هنيئا لمن أصبح به قاطنا ، لقد ظفر بالمنى ظاهرا وباطنا ، يكيفه من [٩١ / آ] محكم كتابنا (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً)[٤] لا خلف فيه ولا تبديل. ما عسى أن يذكر العارف؟ ما عسى أن يسرد الواصف؟ ما عسى أن يمدح السّالف والخالف؟ ما عسى أن ينقص من البحر [٥] الغارف؟ بان العجز سواء أقصر أم أطيل.
ليت شعري هل أعود إليه ثانية؟ ليت شعري هل تفكّ هذه النّفس العانية؟ ليت شعري متى [٦] ترفضّ [٧] هذه الفانية؟ فتصبح الآمال بمكّة دانية ، وحبّذا فيها المعرّس والمقيل [٨] : [الطويل]