responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 334

الظّهر ، ويصلّون ثم يرحلون ، وربّما رحلوا قبل الصّلاة ، ثمّ ينزلون آخر النّهار عند الغروب إلى نصف اللّيل هكذا إلى مكّة ، وإلى مصر.

وهذا السّير على هذه الصّورة من أروح ما يكون للمسافر المجدّ ، لانقسام السّير والرّاحة بين اللّيل والنّهار ، مع الإرواد [١] في المشي والجدّ فيه ، فصاروا يقطعون بالدوّام مع المهل ما لا يقطعه الجادّ في يوم تامّ ؛ وحصلت الرّاحة مع قضاء ما لا بدّ منه بالنّهار من أكل وسقي في المناهل ، ونزول للرّاحة [٢] ، وغير ذلك. ولو كان سيرهم بالنّهار خاصّة ، لقطعهم عنف السّير ، وتعطّل عليهم أكثره لتلك الضّروريات فيكثر عناؤهم ولم يقطعوا مسافة.

وهذه البريّة ـ مع طولها ـ من أروح المواضع للحاجّ بسبب الأمن ، فإنّ أصحاب الأموال يتّسعون بها على اختيارهم ، ولا يتّقون عليها ، والضّعفاء يعيشون بينهم بأنواع من الاحتراف ، وأضرّ ما على الفقير فيها المرض لعدم المستعتب وطول الطّريق. وأمّا القوت فيتسبّب فيه إذا كان صحيحا. وقلّما يعوزه التّسبّب لكثرة [٣] الخلق ، فإنّهم بحيث لو غاب عن أحد [٤] رفيقه لم يجده عن أيّام ، وأكثرهم بعلامات يتعارفون بها وأعرف بعض المصامدة [٥] ضاع عن أصحابه في الرّكب عند انفصاله [٦] من مصر فما زال ينشدهم وينادي بهم ولم يجدهم حتّى وصل إلى عقبة أيلة [٧] مسيرة عشرة أيّام ، وكان الرّكب


[١] الإرواد في المشي : الإمهال.

[٢] في ت وط المراحل

[٣] في ت وط : بكثرة

[٤] في ت واحد.

[٥] المصامدة : نسبة إلى قبائل مصمودة.

[٦] في ت : انتقاله.

[٧] أيلة : مدينة على شاطىء البحر في منتصف ما بين مصر ومكة. انظر ياقوت ١ / ٢٩٢.

نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست