responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 278

النّاشيء منهم ، وعليه درج الهرم. الدّنيا عندهم جوهر ، والآخرة عرض ، وآمالهم صحيحة ، ودينهم به مرض ، وسهم الرّياء بينهم يرشق كلّ غرض [١].

وقد رأيت فيهم من قلّة الحياء ، وعدم التّنزّه عن الخنا والفحش. ومن قلّة التّستّر عند قضاء الحاجة والأكل ما تقضّيت منه العجب. وأمّا بغضهم للغريب ، وتمالؤهم على ذلك ، فأمر لا يحيط به علما إلّا من عاينه ، وقد رأيتهم في طريق الحجاز إذا سمعوا مهارشة شخص منهم لغريب [٢] يتجارون إليه [٣] من كلّ ناحية كما تصنع الكلاب إذا رأت كلبا غريبا بينها. وما رأيت بالمغرب الأقصى والأندلس على شكاسة أخلاقهم ، ولا بإفريقية وأرض برقة والحجاز والشّام فريقا من النّاس أرذل أخلاقا [٦٨ / آ] ، وأكثر لؤما وحسدا ، ومهانة نفوس ، وأضغن قلوبا ، وأوسخ أعراضا ، وأشد دمامة [٤] وخيانة ، وسرقة وقساوة ، وأجفى للغريب من أهل هذه المدينة المؤسّسة على غير التّقوى. وحقّ لمدينة وضع أساسها عبد الزنادقة [٥] غلام بني عبيد [٦] ـ لعنهم الله ـ أن تجمع أخلاق العبيد ، وأحوال الزّنادقة [٧] ، ناهيك من قوم جعلوا الخنا شعارهم ، والحسد المؤرّث للضّنا [٨] دثارهم. فترى الشّيوخ منهم يتهارشون في الطّرقات ، ويقطعون بلعنة


[١] الغرض : الهدف الذي ينصب فيرمى إليه.

[٢] في ت : بغريب.

[٣] ليست في ط.

[٤] الدمامة : قبح المنظر.

[٥] يقصد به جوهرا الصقلّي.

[٦] بنو عبيد : الفاطميون.

[٧] في ط : الزندقة.

[٨] الضّنا : المرض والهزال.

نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست