ولمّا عزمت على السّفر ، قال لي : أتعلم [٣] أنيّ بتّ البارحة مهموما؟ قلت : لماذا؟ قال : لأجل فراقك. وقيّد اسمي ونسبي في برنامج شيوخه ، وقيّد عني أبياتا من شعري وكتب بخطّه جميع القصيدة الّتي كتبت بها إلى ولدي محمّد ـ وفّقه الله ـ من القيروان ، وبالغ في استحسانها ، وسمع مني القصيد الحجازيّ الّذي قلته في طريق الحجّ.
ولمّا ودّعني في منصرفي إلى الحجاز أخذ بيدي وقال لي : استودع الله دينك ، وأمانتك ، وخواتم عملك ثلاث مرّات. ثم قال لي : ردّ عليّ مثلها ففعلت ، وأنشدني مودّعا باكيا في انصرافي عنه إلى الغرب : [٤][الوافر]
[٤] البيتان لابن دقيق العيد في ديوانه ١٨٥ ، وهما في النجوم الزاهرة ٥ / ٢٢٨ والوافي بالوفيات ٥ / ١١٢ منسوبان لمحمد بن نصر بن منصور بن سعد القاضي المتوفى سنة ٥١٨ ه.