بمثلها غاد ولا راح رائح ، واستبان لهم لمّا لاح في ليل خبطهم نهار ، أنّ بنيانهم كان على (شَفا جُرُفٍ هارٍ)[١] ، ولولا ما أتوقّع من جدال المماحك [٢] لم أشن وجوه الأوراق بهذه المضاحك ، ولم أخلّد لها ذكرا في كتاب ، بل أطويها [٣](كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ)[٤].
ومنها إلى قريتي زوارة [٩] وزواغة [١٠] ، ذوي الأنفس الخبيثة والقلوب الزّواغة [١١] ، معتقدات شنيعة ، وأعمال (كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ)[١٢] ومذاهب سوء رديّة ، وضمائر شرّ عمر منهم كل طويّة ، إن استنام إليهم حاجّ لم
[٦] الغبّ : أن تشرب يوما ، ويوما لا ، أي ورد يوم ، وظمأ آخر.
[٧] الطوامس : جمع طامس ، وهو البعيد الذي لا يتبين من بعد. وطمس الطريق : درس وامّحى أثره.
[٨] الرياح الروامس : التي تنتقل التراب من بلد إلى آخر ، وبينها أيام. والروامس : الرياح التي تثير التراب وتدفن الآثار.
[٩] زوارة : بلدة ذات نخل وأشجار ، أهلها من الخوارج ، تقع على ساحل البحر ، بينها وبين زواغة ستة أميال. رحلة التجاني ٢١٠ ، وقال الوزان : تبعد عن جربة شرقا مسافة ٥٠ ميلا. وصف إفريقيا ٢ / ٩٦.
[١٠] ـ زواغة : من بلاد إفريقية ، وسميت بزواغة قبيلة من البربر ، فيها نخل. انظر رحلة التجاني ٢١١.