responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 183

بمثلها غاد ولا راح رائح ، واستبان لهم لمّا لاح في ليل خبطهم نهار ، أنّ بنيانهم كان على (شَفا جُرُفٍ هارٍ)[١] ، ولولا ما أتوقّع من جدال المماحك [٢] لم أشن وجوه الأوراق بهذه المضاحك ، ولم أخلّد لها ذكرا في كتاب ، بل أطويها [٣](كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ)[٤].

ثم قطعنا برّية المراحل الحمر ، وهي بيداء تغري بالرّواحل الضّمر. على أنّها أقلّ البراري غررا [٥] ، وأخفّها مؤونة وضررا ، ماؤها مورود ، قلّما يغبّ [٦] الورود ، ولكن معالمها دوارس ، ومسالكها طوامس [٧] ، للرّمال المنهالة والرّياح الرّوامس [٨].

ومنها إلى قريتي زوارة [٩] وزواغة [١٠] ، ذوي الأنفس الخبيثة والقلوب الزّواغة [١١] ، معتقدات شنيعة ، وأعمال (كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ)[١٢] ومذاهب سوء رديّة ، وضمائر شرّ عمر منهم كل طويّة ، إن استنام إليهم حاجّ لم


[١] سورة التوبة / ١٠٩.

[٢] رجل مماحك : لجوج.

[٣] في ط : طويتها.

[٤] سورة الأنبياء ، من الآية : ١٠٤.

[٥] الغرر : الخطر.

[٦] الغبّ : أن تشرب يوما ، ويوما لا ، أي ورد يوم ، وظمأ آخر.

[٧] الطوامس : جمع طامس ، وهو البعيد الذي لا يتبين من بعد. وطمس الطريق : درس وامّحى أثره.

[٨] الرياح الروامس : التي تنتقل التراب من بلد إلى آخر ، وبينها أيام. والروامس : الرياح التي تثير التراب وتدفن الآثار.

[٩] زوارة : بلدة ذات نخل وأشجار ، أهلها من الخوارج ، تقع على ساحل البحر ، بينها وبين زواغة ستة أميال. رحلة التجاني ٢١٠ ، وقال الوزان : تبعد عن جربة شرقا مسافة ٥٠ ميلا. وصف إفريقيا ٢ / ٩٦.

[١٠] ـ زواغة : من بلاد إفريقية ، وسميت بزواغة قبيلة من البربر ، فيها نخل. انظر رحلة التجاني ٢١١.

[١١] ـ في ط : الرّواغة.

[١٢] ـ سورة النور : ٣٩.

نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست