العوان [١]. تنصب عليه مجانيق الطّوى [٢] ، فتقذفه بجلاميد الخوى [٣] ، وترميه بسهام الرّوائح المنكرة ، عن قسيّ الأهوية المغيّرة ، بأكفّ الأبخرة المكدرّة ، فما تلبث أن تحطّ علاه ، وتبيح [٤] للأسقام [٥] حماه ، تنصبّ حواليه أنهار تشتعل بها في حشا الظمان نار ، ودارت بها غابة من نخيل ، وقد طلسمت [٦] ثمرتها بكفّ كلّ بخيل ، فلو أتاها جبلة بن الأيهم [٧] ، أو حلّ حماها إبراهيم بن أدهم [٨] لم تنل إلا برقية الدّينار والدّرهم ، على أنّ الهواء العفن قد منعها الجفوف ، فليس لها على الخزيز [٩] والغثاء [١٠] شفوف ، لأنّه إذا أفردت عن أشجارها القطوف ، بدت العفونة بها تطوف.
[٦] في ط : طلمست ، وطلسمت : نقش عليها نقوش بكيفيّات خاصّة لردّ الأذى.
[٧] جبلة بن الأيهم بن جبلة الغساني : آخر ملوك الغساسنة ببلاد الشام ، أسلم وارتد وخرج إلى بلاد الروم ، ولم يزل بالقسطنطينية عند هرقل حت مات حوالي ٢٠ ه. ترجمته في العقد الفريد ٢ / ٥٦ ـ ٦٢ ، نشوة الطرب ١ / ٢٠٥ ، نهاية الأرب ١٥ / ٣١١.
[٨] إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر التميمي البلخي : زاهد مشهور ، كان من الأشراف ، وكان أبوه كثير المال والخدم ، تفقه ورحل إلى بغداد ، وجال في العراق والشام والحجاز ، وأخذ عن كثير من العلماء ، وأرجح الروايات في وفاته أنها كانت في سوفنق «حصن من بلاد الروم» سنة ١٦١ ه. ترجمته في سير أعلام النبلاء ٧ / ٣٨٧ ـ فوات الوفيات ١ / ١٣.