٥ ـ ولولا أنّ حكم البين حتم
يمرّ على المطاوع والأبيّ
[٣٩ / ب] لعاجلني الأسى بقضاء نحبي
ووافتني النّوى بردى وحيّ [١]
ولكن كلّ جمع لافتراق
ونشر العيش آخره لطيّ
فمرّ على المقابر باعتبار
وسل تنبئك عن حيّ فحيّ
وقد شاهدت في الدّنيا أمورا
محرّضة على نهج التّقيّ [٢]
١٠ ـ أمالك في تقلّبها اعتبار
يبيّن قبحها من غير عيّ
ألم تر ما حبتك وأنت طفل
فنون أذى همى مثل الحبيّ [٣]
وذي جدّ أحلّك من حشاه
محلّ بشارة بعد النّعيّ
وترك منازل وثقاف عمّ
بكم برّ ونائي أب حفيّ
وذاك وإن أذابك غير بدع
فهذا دأبها مع كلّ حيّ
١٥ ـ فكن بالله منها مستعيضا
كفى عوضا به من كلّ شيّ [٤]
وكن متعفّفا عنها عيوفا
وإن أعطتك قصدك دون ليّ [٥]
ولا تأسف لفرقتها ففيها
وصال تواصل العيش الهنيّ
هي الطّلل المحيل وما بكاها
سوى غاو يهيم بوصل غيّ [٦]
_________________
[١] ط : لعالجني ، ت : لعالجني القضاء.
[٢] ت : نهي التقي.
[٣] الحبيّ : سحاب فوق سحاب ، وهمى : سال.
[٤] ت : مستعينا.
[٥] الليّ : المطل.
[٦] رجل غاو وغو وغيّان : ضال ، والغيّ الضلال.