responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة العالم الألماني ج أو هابنسترايت إلى الجزائر وتونس وطرابلس نویسنده : أ. د. ناصر الدين سعيدوني    جلد : 1  صفحه : 115

إن تشييد قلعة حلق الوادي تسبب في اختفاء ما بقي ماثلا من أنقاض قرطاج ، فقد خربت من أجل بنائها أجمل الأعمدة وأقواس النصر ومنشآت أخرى. وقبالة هذه القلعة يوجد حصن آخر بني على جبل غرب المدينة لتعزيز الدفاعات عنها [١]. هذا ويجلب الماء إلى مدينة تونس بواسطة حنايا تتميز بهندستها الجميلة وهي مكونة من مجموعة كبيرة من الأقواس العالية.

أما منازل المدينة فهي كبقية بيوت شمال إفريقيا سقوفها مسطحة وهي في مجملها مكسوة بالجبس حتى يمكن أن يتجمع فيها ماء المطر وينقل عبر قنوات ليحفظ في صهاريج تحت الأرض ، وتستخدم هذه السطوح أيضا كأماكن للنوم في ليالي الصيف الحارة ، أما البيوت فهي نظيفة وجدرانها مغطاة بمربعات الزليج الملون ، ومفروشة بالزرابي مما يعطي للمرء إحساسا بالراحة والانشراح لتناسق أشكالها وجمال ألوانها.

يتجنب الباي الإقامة بمدينة تونس ، فهو مستقر بقصره بقلعة بارد والواقعة على بعد فرسخ من المدينة ، وقد وجدنا هذا المكان المحصن طريفا جدا في هندسته ورائعا في منظره يتميز بنظافة غرفه المزخرفة وبأحواض الرخام والسواقي الكثيرة التي توجد فيه ، يعقد به مجلس الأمير في أحسن نظام ، ويقضي فيه الباي وقته ، وقد يفضل الإقامة في خيمة وسط معسكره ـ كما وجدناه عندما التقينا به في باجة ـ على الذهاب إلى مدينة تونس خشية أن يتعرض للقتل وهو المصير الذي يتربص بالبايات من طرف منافسيهم وأعدائهم.


[١٥٤١] ، ووضع أسس متينة لإيالة الجزائر ، في الوقت الذي التحق فيه خير الدين بربروسة بإستانبول ليصبح قائدا (قابدان) للأسطول العثماني (١٥٤٣ ـ ١٥٤٦).

[١] لعله الحصن الصغير الواقع بالقرب من الملاسين شمال غرب مدينة تونس وشمال سبخة منوبة ، على الطريق المؤدي إلى قصر باردو. أما الحصون الأخرى المحيطة بمدينة تونس والتي تشكل خط دفاع داخلي عن المدينة فهي حصون باردو والرابطة والأندلس وعلي رايس والبرج الجديد ، بينما يمثل حصن حلق الوادي نقطة الدفاع الرئيسية عن المدينة من جهة البحر.

نام کتاب : رحلة العالم الألماني ج أو هابنسترايت إلى الجزائر وتونس وطرابلس نویسنده : أ. د. ناصر الدين سعيدوني    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست