الظنّ في نفس
الأحكام الفرعية ـ إلى أن قال ـ أما الطائفة الأولى فقد ذكروا لذلك وجهين ، أحدهما
: وهو الّذي اقتصر عليه بعضهم » وذكر شطرا من كلام صاحب الفصول الآتي نقله إن شاء
الله ، وبالغ في الردّ عليه ، ثم قال : « الوجه الثاني : ما ذكره بعض المحقّقين مع
الوجه الأول ، وبعض الوجوه الأخر » [١].
ونقل الوجه الأول [٢] من الوجوه الثمانية التي استدلّ به العلاّمة ـ الجدّ ـ على بطلان الظنّ
المطلق ، أو دليل الانسداد بالتقرير المعروف ، ولم يأل جهدا في تضعيفه ، ومن ثمّ
شاع بين المتأخّرين عنه الوقيعة فيه ، والاعتراض عليه حتى غدا هذا القول غرضا
لسهام الإشكال ، وتكسرت النصال على النصال ، وما سبب ذلك إلاّ الغفلة عن أمر واضح
أنبّهك عليه لتعلم أنّ ما أورد عليه إن صحّ جميعه ـ ولا يصحّ ـ فهو بمعزل عن مغزى
هذين الإمامين ، بل يبعد عنه بعد المشرقين.
أغار قلم الشيخ ـ أقال
الله عثرته ـ على العقدين المودعين في الكتابين ، وأخرج هذين الفريدين من سلك
النظام ، ووضعهما بين فرائده في غير المناسب لهما من المقام.
وأنا ـ إذا وفّق
الله تعالى ـ أرجع كلا منهما إلى موضعه لتعلم أني لم أتحرّ إلاّ الحقّ وما سلكت
سوى طريق السداد ، ويظهر لك أنّ هذين الإمامين في واد ، وهؤلاء المعترضون في واد.
وأبدأ بكلام الجدّ
، وأثنّيه بكلام أخيه العلاّمة ، ثم أتبعهما بتوضيح مرادهما والدفاع عنهما بالجواب
عن مهمّ ما أورد عليهما.
قال ـ طاب ثراه ـ في
أوائل المطلب الخامس ، ما نصه :