أن يقال : إنّ
المراد بالخارج ما يحتمل الخروج ، لكنه ـ كما ترى ـ بعيد عن ظاهر العبارة بأقصى
مراتبه ، والله العالم.
( تقسيمات الواجب )
وهو ينقسم إلى
أقسام كثيرة ، باعتبارات مختلفة ، منها : تقسيمه إلى مطلق ومشروط [١] ، والأول كما في الفصول إلى منجّز ومعلّق [٢].
أما المطلق فقد
يقال في تعريفه : بأنه ما لا يتوقف وجوبه على شيء بعد الشرائط العامة [٣] لجميع التكاليف.
وقد يقال : ما لا
يتوقف [٤] وجوبه على شيء أصلا حتى الشرائط العامة ، كما في تقريرات
الشيخ الأعظم [٥] ، ولازمه أن لا يوجد له مصداق أبدا كما تنبّه له ، والتزم
على بعده به.
وقد يقال : بأنه
ما لا يتوقف وجوبه على ما يتوقف عليه وجوده ، وعلى هذا
[١] اعلم أن في
المطلق والمشروط اصطلاحات ، منها : أن المطلق ما لا يتوقف بعد حصول شرائط التكليف
على شيء كالمعرفة والمشروط بخلافه كالحج. أقول : فعلى هذا الاصطلاح لم يكن المطلق
مطلقا حقيقيا بل اصطلاحيّا لكونه مشروطا بهذه الأربعة إلاّ أن الاصطلاح قد جرى
بتسميته مطلقا.
فان قلت : يمكن أن تكون
الشرائط شرائط المكلف لا التكليف ، فيكون المطلق مطلقا حقيقيا.
قلت : بلى ، لكن حينئذ خرج
المشروط عن كونه مشروطا ، وإمكان اتخاذ شرائطه شرائط المكلف لا التكليف كالحج
المشروط بالاستطاعة ، فانه يمكن فيه اتخاذ الاستطاعة شرط المكلف فيكون الحج واجبا
مطلقا ، انتهى ، نقلا من كتابنا مسائل العلوم. ( مجد الدين ).
[٤] تعريف الواجب
المطلق بهذا المعنى مما يفضي إلى العجب من الفاضل المقرر ، وكيف يمكن تصوير الواجب
المطلق بهذا المعنى فضلا عن وقوعه ، والعقل يحكم بعدم جواز الطلب الإلزاميّ مثلا
من غير القادر ، أو غير العاقل ، أو غير العالم ، أو الصبي؟! منشؤ الاشتباه ما
ذكرناه في الحاشية ، فراجع. ( مجد الدين ).