بأنه يصدق المؤمنين، و قرنه [1] بتصديقه تعالى. و فيه [2] أولا: أنه [3] انما مدحه بأنه أذن، و هو سريع القطع [1]، لا الأخذ بقول الغير تعبداً [4].
الآية ما لفظه: «مدح اللّه عز و جل رسوله بتصديقه للمؤمنين، بل قرنه بالتصديق باللَّه جل ذكره، فإذا كان التصديق حسناً يكون واجباً... إلخ».
>[1] أي: و قرن اللّه تصديق النبي للمؤمنين بتصديق النبي صلى الله عليه و آله له تبارك و تعالى، فكما لا يتصف تصديق النبي للّه سبحانه الا بالحسن فكذا تصديق النبي للمؤمنين ليس الا حسناً، و لازم ذلك أن قول المؤمن لا بد أن يكون معتبراً في نفسه حتى يتصف قبوله بالحسن.
[2] أورد المصنف على الاستدلال بالآية بوجهين مذكورين في الرسائل، أولهما ما تعرض له الشيخ بقوله: «إن المراد بالأذن السريع التصديق و الاعتقاد بكل ما يسمع، لا من يعمل تعبداً بما يسمع من دون حصول الاعتقاد بصدقة، فمدحه بذلك بحسن ظنه بالمؤمنين و عدم اتهامهم» و حاصله: أن الآية تدل على أنه صلى الله عليه و آله سريع القطع، فيكون تصديقه صلى الله عليه و آله للمؤمنين لأجل حصول القطع بقولهم، لا مطلقاً و لو تعبداً، فيكون أجنبياً عن المقام الّذي هو اعتبار قول المؤمن تعبداً.
[3] الضمير للشأن، و ضميرا «مدحه، بأنه» راجعان إلى النبي صلى الله عليه و آله.