بها الطلب لتوجد [1]، أو تترك [2]، و أنّه [3] لا بدّ في تعلّق الطلب من لحاظ الوجود أو العدم [4] معها، فيلاحظ وجودها [5]، فيطلبه، و يبعث إليه [6] كي يكون [7] و يصدر منه. هذا [8] بناء على أصالة الوجود. و أمّا بناء على أصالة الماهية، فمتعلّق
[8] المشار إليه ما ذكره: من لحاظ الوجود في الطبيعة المتعلّقة للأمر. توضيحه: أنّ المراد بأصالة الوجود هو: أن يكون لمفهوم الوجود ما يحاذيه في الخارج، بحيث يندرج في وصف الشيء باعتبار نفسه، لا متعلّقه. و على هذا: يكون قولنا: «الوجود موجود» من وصف الشيء باعتبار نفسه، لثبوت الموجوديّة للوجود بنفس ذاته. و إن شئت عبّر عن أصالة الوجود بأنّ الأصل في التحقّق هو الوجود، بمعنى: أنّ المجعول بالجعل البسيط أوّلا و بالذات هو الوجود، و الماهيّة مجعولة بتبعه، فهي أمر اعتباري بالنسبة إلى الوجود. و عليه: فيكون توصيف الماهيّة بالوجود في قولنا: «الماهيّة موجودة» من الوصف باعتبار المتعلّق، لأنّ موجوديّتها لا تكون بنفسها، بل بالوجود، كاتّصاف جالس السفينة بالحركة مع قيامها بالسفينة. و المراد بأصالة الماهيّة: أنّ الأصل في التحقّق هو الماهيّة، بمعنى: أنّها المجعولة بالجعل البسيط أوّلا و بالذات، و الوجود مجعول بتبع جعلها، و من عوارضها ذهنا، فيكون قولنا: «الماهيّة موجودة» من الوصف باعتبار نفس الموصوف، لا المتعلّق.