الذوات [1] مما [2] يكون مفهومه منتزعاً عن الذات بملاحظة اتصافها [3] بالمبدإ و اتحادها [4] معه بنحو من الاتحاد، كان بنحو الحلول [5] أو الانتزاع [6] أو
[1] المراد بها هنا ما يعمّ الجوهر و العرض، فيدخل في نزاع المشتق الأوصاف الجارية على الأعراض كالشدة و السرعة العارضتين على السواد، و الحركة كالأوصاف الجارية على الجواهر كالعلم و العدالة و الشجاعة المحمولة على زيد مثلاً. و بالجملة: فوزان الأوصاف الجارية على الأعراض وزان الأوصاف الجارية على الجواهر في جريان نزاع المشتق فيها.
[2] بيان ل - ما - الموصولة في قوله: «ما يجري» يعني: من المشتقات التي يكون مفهومها منتزعاً عن الذات بلحاظ اتصافها بالمبدإ.
[4] معطوف على - اتصافها - أي: بملاحظة اتحاد الذات مع المبدأ، و هذا مفسر للاتصاف، يعني: أنّ المراد بالاتصاف هو الاتحاد الوجوديّ بين المبدأ و الذات، إذ المراد بجريان المشتق على الذات هو الحمل عليها المنوط باتحادهما وجوداً.
[5] كالمرض و الحسن و القبح و السواد و البياض و نحوها، فإنّ اتصاف الذوات بها و اتحادها معها يكون بنحو الحلول.
[6] كالفوقية و التحتية، فإنّ اتصاف الذات بهما يكون بنحو الانتزاع، لكونهما من الأُمور الانتزاعية، و أمّا الملكية و الزوجية فهما من الأُمور الاعتبارية عن الذات بملاحظة اتصافها بما يكون خارجاً عن الذاتيات سواء أ كان ذلك مشتقاً كأسماء الفاعل و المفعول و المكان و غيرها، أم جامداً كالزوج و الحرّ و الرق و غيرها، فجعل عنوان المشتق موضوع البحث مع عدم دخله فيه غير مناسب.